مريم المرازيق، امرأة من جرش، عاشت حياة مليئة بالتحديات والمسؤوليات. تزوجت مبكرًا وأنجبت أربعة أطفال. لكن هذه الظروف جميعها لم تمنعها من متابعة شغفها بالفن والأشغال اليدوية.
منذ طفولتها، كان يغمرها حب كبيراً للفنون اليدوية. بدأت مريم بالتفرغ للخياطة، فأخذت دورات في هذا المجال، واستمتعت بها كثيرًا. ثم قررت أن تتجه نحو التطريز، وعملت جاهدة لتعلم فنونه وتطويرها. فأنتجت قطعًا في غاية الجمال والروعة. ولكن على الرغم من أن التطريز كان يجلب لها السعادة، إلا أنه كان يتطلب وقتًا طويلًا وجهدًا كبيرًا. قررت بعد ذلك دخول مجال صناعة الشموع والحجر المعطر، حيث تميزت في هذه المجالات أيضًا.
وأخيرًا، اكتشفت مريم شغفها الحقيقي في صناعة الصلصال الحراري، حيث تألقت بأعمالها الفنية المميزة والفريدة. أدركت مريم أنها قادرة على تحقيق نجاح كبير من خلال هذا الفن. إلى جانب عملها بالريزن الذي فتح لها مجالات متعددة. وكان من أنجح المشاريع التي عملت فيها.
كانت أكبر التحديات التي تواجه مريم تتمثل في العثور على المواد الأولية والأدوات في منطقتها. كان عليها أن تبحث بصبر حتى تجد كل ما تحتاج إليه، وحتى وإن اضطرت إلى دفع أسعار مرتفعة.
بهذا العزم والإصرار، نجحت مريم في تحقيق حلمها وتحويل هوايتها إلى مشروع ناجح. ومع اقتراب فترة جائحة كورونا، استفادت مريم من الوقت الذي قضته في البيت لتنتج قطعًا وأعمالًا رائعة لمنزلها وأطفالها. لم يكن فقط عملاً ممتعًا بالنسبة لها، بل كانت هذه الأعمال تلهم الأصدقاء والأقارب الذين بدأوا يطلبون منها قطعها الفنية. وبدأت مريم بعدها في عرض أعمالها على وسائل التواصل الاجتماعي، سرعان ما أصبح لديها زبائن يترددون على صفحتها لشراء منتجاتها الفنية الرائعة. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أصبحت مدربة معتمدة في مجال فنون الأشغال اليدوية وإقامة دورات تعليمية ناجحة.
من خلال تجربتها، علمت مريم أن حياة الإنسان تتوقف على قراراته وجهوده. بفضل إرادتها وإصرارها، استطاعت تحويل شغفها في الفن إلى مصدر دخل ناجح، وهي الآن تعيش حياة مليئة بالرضا والسعادة.
جولة سحرية في عالم الفن والإبداع