لقرون عدة، اشتهرت سوريا بفنانيها المهرة الذين صنعوا منتجات فنية بتفاصيل جذابة باستخدام مجموعة متنوعة من الخامات مثل المعادن والخشب والزجاج والسيراميك، وقد كان حسن مطرود أحد أولئك الفنانين، حيث أنه اكتسب المعرفة الأولية والخبرة في هذا المجال من أصدقائه حينما كان يعمل معهم في صناعة العديد من التصاميم واللوحات إلى أن تعلّم هذه الحرفة بشكل كامل، وقد قام بعدها بتطوير مهاراته الحرفية من خلال الكورسات والاستعانة بالانترنت لتعلم طرق إبداعية جديدة في هذا المجال، إلى أن استطاع افتتاح مشروعه الخاص والذي يقوم على فكرة تصنيع لوحات فسيفساء بتفاصيل جمالية، باستخدام خامات مميزة وجديدة على السوق وبأسعار مناسبة.
كلمة "Artifex" هي مصطلح من أصل لاتيني ويعني "الحرفي" أو "الفنان" وهي مكونة من الكلمتين "ars" (بمعنى الفن أو المهارة) و "facere" (بمعنى أن تصنع أو تفعل). وقد تم استخدام هذا المصطلح في روما القديمة للإشارة إلى العمال المهرة الذين يقوموا بصنعة تحف فنية مثل الفخار والفسيفساء والمنحوتات. وكانت سوريا في ذلك الوقت تمتلك عدد كبير من هؤلاء الحرفيون، وكانت إبداعاتهم مطلوبة للغاية في في العديد من الأسوق حول العالم، ولذلك اختار حسن هذا الاسم بمعناه العميق ليعبّر عن أولئك الحرفيين.
يشتهر مشروع Artifex بإنتاج لوحات فسيفساء مصممة حسب الطلب، ومصنوعة من خامات مختلفة حيث يقوم حسن باستخدام مواد متنوعة مثل السيراميك المُعاد تدويره، والغراء إضافة إلى انواع معينة من الحجارة والرخام, وذلك إلى جانب استخدم أنواع مختلفة من الخشب لصنع إطار اللوحات والذي يعتمد على ذوق المشتري.
أما عن آلية صناعة هذه المنتجات فيقوم حسن بتصميم النمط أو الصورة التي سيتم استخدامها في إنشاء الفسيفساء كخطوة أولى. وهو يقوم بذلك إما بشكل يدوي أو عن طريق الطباعة. ثم تأتي مرحلة اختيار المواد التي سيتم استخدامها لإنشاء الفسيفساء. بعدها تأتي خطوة تجهيز السطح الذي سيتم تطبيق الفسيفساء عليه وهو عادة من الخشب، حيث يجب ان يكون نظيفًا وجافًا, ثم يقوم بوضع طبقة لاصقة ومواد مخصصة لمساعدة البلاط على الالتصاق. ثم يبدأ بوضع قطع البلاط على السطح على حسب التصميم وحشوه مع وضع الاسمنت الابيض عليه لملء الفجوات. أما الخطوة الأخيرة في إنشاء الفسيفساء هي تنظيف السطح وتلميعه وهي ما يطلق عليها مرحلة التشطيب.
وتعتمد صعوبة صناعة هذه اللوحات على حجم اللوحة ودقة التفاصيل المراد رسمها، والمواد التي سيتم استخدامها. بعض هذه اللوحات تحتاج لساعات طويلة وحتى أيام من العمل والجهد لتخرج اللوحة بأعلى جودة. وفي المتوسط تستغرق اللوحة ما يقارب الخمس ايام حتى تصبح جاهزة.
فن الفسيفساء: إبداع يتجلى بأيدي خبيرة